منتدى جمعية السيدة شامة للثقافة والتراث
أهلا وسهلا بك في منتدى شامة للثقافة والتراث - برج زمورة - ، عزيزي الزائر إن كنت غير مسجل في المنتدى فيشرفنا أن تنظم إلينا بتسجيلك، أمّا إن كنت عضوا في المنتدى فالرجاء الدخول للتعريف بنفسك، وشكرا
منتدى جمعية السيدة شامة للثقافة والتراث
أهلا وسهلا بك في منتدى شامة للثقافة والتراث - برج زمورة - ، عزيزي الزائر إن كنت غير مسجل في المنتدى فيشرفنا أن تنظم إلينا بتسجيلك، أمّا إن كنت عضوا في المنتدى فالرجاء الدخول للتعريف بنفسك، وشكرا
منتدى جمعية السيدة شامة للثقافة والتراث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى يهتم بكل ما له علاقة بتاريخ برج زمورة وثقافتها وتراثها وعلمائها
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» من أهداف الجمعية: جمع المصاحف القديمة
قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي Emptyالأربعاء أبريل 02, 2014 1:37 pm من طرف قريشي عبد النور

» موقع الهداف يوافيكم بكل ماهو جديد عن الرياضة الجزائرية، العربية والعالمية.
قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي Emptyالسبت مارس 29, 2014 6:33 am من طرف قريشي عبد النور

» دروس العلوم الطبيعية كاملة لشعبة العلوم الطبيعية أنصحكم بها
قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي Emptyالخميس مارس 27, 2014 4:10 am من طرف قريشي عبد النور

» الفرق بين الجوع العاطفي والجوع الطبيعي
قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي Emptyالخميس مارس 27, 2014 3:41 am من طرف قريشي عبد النور

» جميع تحضيرات اللغة العربية الثانية متوسط
قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي Emptyالأربعاء مارس 26, 2014 12:30 pm من طرف قريشي عبد النور

» كل ماتريده عن الفيزياء -أولى متوسط-
قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي Emptyالأربعاء مارس 26, 2014 12:28 pm من طرف قريشي عبد النور

» امريكا تتجسس على هواتف الشعب الجزائري
قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي Emptyالأربعاء مارس 26, 2014 12:12 pm من طرف قريشي عبد النور

» اضحك مع الفايسبوك
قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي Emptyالأربعاء مارس 26, 2014 12:08 pm من طرف قريشي عبد النور

» "وأنه هو رب الشعرى"
قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي Emptyالأربعاء مارس 26, 2014 7:16 am من طرف قريشي عبد النور

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
قريشي عبد النور
قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي I_vote_rcapقصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي I_voting_barقصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي I_vote_lcap 
Admin
قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي I_vote_rcapقصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي I_voting_barقصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي I_vote_lcap 
zemmouri
قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي I_vote_rcapقصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي I_voting_barقصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي I_vote_lcap 
belarbi laid
قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي I_vote_rcapقصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي I_voting_barقصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي I_vote_lcap 
riad34
قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي I_vote_rcapقصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي I_voting_barقصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي I_vote_lcap 

 

 قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة – المسدّس البلاستيكي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin




المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 17/04/2013

قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي Empty
مُساهمةموضوع: قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة – المسدّس البلاستيكي   قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي Emptyالخميس أغسطس 22, 2013 11:31 am

قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –

المسدّس البلاستيكي ج01

كتبها : الزموري(عبد المجيد بلحاج)

هناك وعلى تلك الأرض المباركة فلسطين، وفي حيّ من أحياء القدس يوجد بيت بسيط، تنبت حوله الأحلام عند كل مطلع فجر، فتدوسها أقدام العفن. عندما تأتي هذه الأقدام كالوحش الكاسر يأتي معها الموت باحثا عن الحياة ليميتها، وعن الابتسامة ليطفئها. هذه الأقدام العفنة تركل كلّ شيء أمامها حتى ذاك الصّبي أمين وهو يلعب أمام باب بيته بمسدس بلاستيكي، وقد طافت حوله رعاية والديه سميّة و أحمد.


إنّ أمين صارت تخيفه هذه الأقدام النجسة حتى أنه يرتمي في أحضان أمه كأنه عصفور صغير أرعبه نسر كبير غطى عليه الأجواء، وضيّق أمامه الأفق ، إنه يدرك ما يحدث… يعرف بفطرته أنّ هذه الأقدام النتنة لا تحبه، ولا تحب أباه وأمه، لا تحب لعبته التي كانت مسدسا بلاستيكيا ، لكن من هؤلاء؟ وماذا يريدون؟ لا أحد يجيبه.


عليك بالرحيل من هنا وفورا، هذه الأرض ليست لك جملة يسمعها أحمد كل يوم، بل كان يسمعها أبوه من قبل، دائما تُكرر، يريدون منه أن يترك تلك الأرض الصغيرة التي نما فيها كتلك الزهور التي تتفتح على استحياء وخوفا من الموت القادم المحب للفناء ، العدو للحياة.


في هذا الصباح ركلوا الباب الذي لم يعد صالحا من كثرة ما ركلوه، كما لم يعد التصليح ينفع فيه من كثرة تلك الألواح والمسامير التي كان يضعها أحمد عليه بعد كلّ ركْلٍ وكسْرٍ، جاءوا وهم يلتفتون يمينا وشمالا منصبين رشاشاتهم نحو الباب ، ثمّ صاح أحدهم بلهجة فلسطينية: يا أحمد البيت محاصر، احنا عارفين أنك هنا، اخرج ولا تقاوم، فُتِح الباب قليلا ليظهر رجلا طويل القامة، نحيف، في عينيه لمعان وحدّة، وقد لاحت على وجهه علامات الغضب المكتوم والصبر المرير. ارفع يديك، التفت إلى الوراء، انبطح، ثم قال آخر: سأقتلك أيها الوغد الحقير، لقد حفظ أخمد هذه الأوامر ، وألف هذه الشتائم، حتى أنه صار يفعل ذلك تلقائيا أحيانا قبل أن يأمروه، لقد كان يرى أباه يفعل ذلك، وفي هذا المكان، ومع هذه الوجوه البائسة الحقيرة الحاقدة. إنّ أباه ورّثه هذا البستان وهذا الدوران وهذا الانبطاح أيضا، كما ورثه الصمت والصبر، ولكن إلى متى؟ أيبقى أمين يفعل ذلك بعده؟ إلى مت؟ إلى متى؟ متى ينفجر هذا البركان الذي لم تتسع له الأرض فاتسع له صدر احمد؟ إلى متى يبقى هذا الحال؟


نظرة شرر تطايرت من عين أحمد نحو ذلك الجندي الإسرائيلي الذي راح يقترب من باب البيت وهو يزمجر كالذئب الجائع الباحث عن الشاة ليطفئ غليل عطشه إلى الدماء، همّ أحمد بالاندفاع نحو الباب ليحمي ولده وزوجته لكن ضربة قوية بمؤخرة البندقية على قفاه أردته أرضا فاقدا للوعي.

في عالم الأحلام كان أحمد يكلم ابنه أمين : أمين، ولدي، تعال، تعال إلى أبيك …ما أروعك ، قبّل أباك …أمين إلى أين أنت ذاهب؟ لماذا أنت تختفي كالشبح؟ إني لا أراك بوضوح، عد إلى هنا، أمين، أميييييييين؟ لا..لا..لا تبتعد…أبي انقذني إنهم يأخذونني …أبي….أنا قادم ..أنا قادم…


- أحمد، أحمد، أفق ، إنك تحلم. يفتح أحمد عينيه بتثاقل وهو يتصبب عرقا ، إنه يفيق من غيبوبته ، ولكن أين هو؟ وما هذه الوجوه الباهتة الشاحبة وتلك الأضواء الخافتة؟ ثم ما هذا البرد الذي يسري في جسده فيجعل رجليه متصلبتين كأنما قطعتا من خشب؟ وما هذه النداءات التي يسمعها وكأنها آتية من أعماق الزمن البعيد؟ ..

تتضح له الصورة شيئا فشيئا ، فيهزّه أحدهم هزّا عنيفا : أحمد، أحمد أنا سي خليل ، احمد أفقْ

- أحمد بتثاقل : أين انا؟

- سي خليل: أنت في الزنزانة منذ يومين، لقد كنت فاقدا للوعي، أنت هنا بين إخوانك المجاهدين الأسرى

يلتفت أحمد يمينا وشملا محاولا جمع أجزاء المشهد، ثم يهز جذعه مذعورا : وأين ابني وزوجتي؟

- سي خليل: لقد جاء بك الوغاد إلى هنا ولم يكن معك احد

- أحمد: اللعنة على اليهود، قتلوا زوجتي وابني أمين:، آه..ما أقسى هذه المصيبة..يا إلهي ارحمني

- سي خليل: اصبر يا احمد، وكن رجلا مؤمنا، فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، أما أهلك فنحسبهم إن شاء الله شهداء … صمتا صمتا – يتحسس الباب ثم يقول: إنهم قادمون

تقترب أصوات وقع الأقدام في رتابة ، ثم يدوي صوت المفتاح في القفل ، وأزيز الباب الحديدي يُفتَح، ثم يصيح أحدهم بلهجة عربية محرفة: أين أحمد؟ قم.

يقوم أحمد بتثاقل بعدما ساعده أصحابه، لا يزال الدوار يلعب برأسه: إلى أين تأخذونني؟ قال احمد ذلك، وقبل أن يتم كلامه ويسألهم عن أسرته وجد نفسه خارج الزنزانة يُسْحَب على ظهره ، ولما وصلوا به إلى باب آخر، قال أحدهم : كلب، قمْ، اليوم ستعرف من هم أسيادك اليهود، ثم دفعه من الخلف بقوة باتجاه الباب فوجد نفسه داخل قاعة ضيقة ، باهتة الأضواء، في وسطها طاولة وأمام الطاولة كرسي واحد، وفي أحد أركانها جلس شبح رجل أسود لا ترى ملامحه جيدا من الظلام ، تكلم كالبوق:اجلسْ. حاول أحمد أن يمعّن النظر فيه علّه يرسم له ملمحا ما فوجده رجلا في الأربعين من عمره يلبس بزّة عسكرية زيّنت بالنجوم الإسرائيلية ونياشين عسكرية. إن الرجل يدخن بكثافة ويقذف نظرات حاقدة تتسلل من خلال الدخان إلى أحمد ، آه..ما أقبحه وهو في هذه العنجهيّة ، ما أبشع تلك النظرات الحاقدة التي تقذفها عينان ضيقتان خبيثتان لا تحبان أن تريا كل حرّ أبيّ شريف، وتزيد بشاعته أكثر لمّا قطّب حاجبيه ، وقرّب بينهما، وراح يتفرّس أحمد كأنّما يبحث عن شيء أضاعه فيه،ثم قال: أنت إذن الإرهابي الخطير الذي يهدد أمن دولتنا العظمى..أنت المجرم ..عليك أن تعترف بذلك، لن ينفعك الإنكار، فنحن نعرف عنك كل شيء. حاول أحمد أن يستوي قائما مستعينا بالطاولة ، إلا أنّ قواه خارت فسقط،، لكنه أبقى رأسه مرفوعا باتجاه الضابط وقال: عن ماذا تتكلم؟ أنا لم أفهم شيئا؟ أنا لم أحمل ضدّكم السلاح، ولا قتلت منكم شخصا، أنا دائما مسالم.

- مسالم .. ههْ .. كلكم ياعرب تقولون ذلك، لو كنت مسالما حقا كما تقول لتركتَ الأرض وهاجرتَ، لقد كان أبوك غبيّا عندما لم يفعل ذلك، لم يقبل بالتعويض الذي منحناه إياه، فمات جائعا في سجوننا، وأنت مصيرك كمصيره

- هذه الأرض لي، ورثتها عن آبائي وأجدادي ، ولن أفرط فيها وسأتركها لابني من بعدي

- بغضب شديد: هذه الأرض لنا معشر اليهود وقد بنيتم مساكنكم على هيكل سليمان وستثبت الحفريات ذلك، أنتم يا عرب كنتم رعاة شاء وإبل، بنما نحن أهل الكتاب شعب الله المختار

- حتى وإن لم نستطع أن نثبت ادّعاءكم الباطل هذا سيأتي أبناؤنا من بعدنا ويكشفون أكاذيبك لكل العالم

- باستهزاء: يقول ابناؤنا ..مسكين..ألم يخبروك؟ ألم يقولوا لك أننا أحرقنا بيتك بمن فيه..ويضحك بهستريا مجنونة

- ينهض أحمد كالأسد الكاسر ويهج على القائد اللعين مادا يديه نحو رقبته وقد ارتعشتا وتصلبتا لكنه تعثر بالطاولة وسقط أرضا ، حاول النهوض ثانية لكنه لم يستطع ، إنه يفقد وعيه من جديد ويدخل في عالم الحياء الأموات

يتبع.../....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://chama.yoo7.com
Admin




المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 17/04/2013

قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة – المسدّس البلاستيكي   قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي Emptyالخميس أغسطس 22, 2013 11:32 am

الجزء الثاني

في عالم الأحلام كان أحمد يكلم ابنه أمين : أمين، ولدي، تعال، تعال إلى أبيك …ما أروعك ، قبّل أباك …أمين إلى أين أنت ذاهب؟ لماذا أنت تختفي كالشبح؟ إني لا أراك بوضوح، عد إلى هنا، أمين، أميييييييين؟ لا..لا..لا تبتعد…أبي انقذني إنهم يأخذونني …أبي….أنا قادم ..أنا قادم…


- أحمد، أحمد، أفق ، إنك تحلم. يفتح أحمد عينيه بتثاقل وهو يتصبب عرقا ، إنه يفيق من غيبوبته ، ولكن أين هو؟ وما هذه الوجوه الباهتة الشاحبة وتلك الأضواء الخافتة؟ ثم ما هذا البرد الذي يسري في جسده فيجعل رجليه متصلبتين كأنما قطعتا من خشب؟ وما هذه النداءات التي يسمعها وكأنها آتية من أعماق الزمن البعيد؟ ..

تتضح له الصورة شيئا فشيئا ، فيهزّه أحدهم هزّا عنيفا : أحمد، أحمد أنا سي خليل ، احمد أفقْ

- أحمد بتثاقل : أين انا؟

- سي خليل: أنت في الزنزانة منذ يومين، لقد كنت فاقدا للوعي، أنت هنا بين إخوانك المجاهدين الأسرى

يلتفت أحمد يمينا وشملا محاولا جمع أجزاء المشهد، ثم يهز جذعه مذعورا : وأين ابني وزوجتي؟

- سي خليل: لقد جاء بك الوغاد إلى هنا ولم يكن معك احد

- أحمد: اللعنة على اليهود، قتلوا زوجتي وابني أمين:، آه..ما أقسى هذه المصيبة..يا إلهي ارحمني

- سي خليل: اصبر يا احمد، وكن رجلا مؤمنا، فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، أما أهلك فنحسبهم إن شاء الله شهداء … صمتا صمتا – يتحسس الباب ثم يقول: إنهم قادمون

تقترب أصوات وقع الأقدام في رتابة ، ثم يدوي صوت المفتاح في القفل ، وأزيز الباب الحديدي يُفتَح، ثم يصيح أحدهم بلهجة عربية محرفة: أين أحمد؟ قم.

يقوم أحمد بتثاقل بعدما ساعده أصحابه، لا يزال الدوار يلعب برأسه: إلى أين تأخذونني؟ قال احمد ذلك، وقبل أن يتم كلامه ويسألهم عن أسرته وجد نفسه خارج الزنزانة يُسْحَب على ظهره ، ولما وصلوا به إلى باب آخر، قال أحدهم : كلب، قمْ، اليوم ستعرف من هم أسيادك اليهود، ثم دفعه من الخلف بقوة باتجاه الباب فوجد نفسه داخل قاعة ضيقة ، باهتة الأضواء، في وسطها طاولة وأمام الطاولة كرسي واحد، وفي أحد أركانها جلس شبح رجل أسود لا ترى ملامحه جيدا من الظلام ، تكلم كالبوق:اجلسْ. حاول أحمد أن يمعّن النظر فيه علّه يرسم له ملمحا ما فوجده رجلا في الأربعين من عمره يلبس بزّة عسكرية زيّنت بالنجوم الإسرائيلية ونياشين عسكرية. إن الرجل يدخن بكثافة ويقذف نظرات حاقدة تتسلل من خلال الدخان إلى أحمد ، آه..ما أقبحه وهو في هذه العنجهيّة ، ما أبشع تلك النظرات الحاقدة التي تقذفها عينان ضيقتان خبيثتان لا تحبان أن تريا كل حرّ أبيّ شريف، وتزيد بشاعته أكثر لمّا قطّب حاجبيه ، وقرّب بينهما، وراح يتفرّس أحمد كأنّما يبحث عن شيء أضاعه فيه،ثم قال: أنت إذن الإرهابي الخطير الذي يهدد أمن دولتنا العظمى..أنت المجرم ..عليك أن تعترف بذلك، لن ينفعك الإنكار، فنحن نعرف عنك كل شيء. حاول أحمد أن يستوي قائما مستعينا بالطاولة ، إلا أنّ قواه خارت فسقط،، لكنه أبقى رأسه مرفوعا باتجاه الضابط وقال: عن ماذا تتكلم؟ أنا لم أفهم شيئا؟ أنا لم أحمل ضدّكم السلاح، ولا قتلت منكم شخصا، أنا دائما مسالم.

- مسالم .. ههْ .. كلكم ياعرب تقولون ذلك، لو كنت مسالما حقا كما تقول لتركتَ الأرض وهاجرتَ، لقد كان أبوك غبيّا عندما لم يفعل ذلك، لم يقبل بالتعويض الذي منحناه إياه، فمات جائعا في سجوننا، وأنت مصيرك كمصيره

- هذه الأرض لي، ورثتها عن آبائي وأجدادي ، ولن أفرط فيها وسأتركها لابني من بعدي

- بغضب شديد: هذه الأرض لنا معشر اليهود وقد بنيتم مساكنكم على هيكل سليمان وستثبت الحفريات ذلك، أنتم يا عرب كنتم رعاة شاء وإبل، بنما نحن أهل الكتاب شعب الله المختار

- حتى وإن لم نستطع أن نثبت ادّعاءكم الباطل هذا سيأتي أبناؤنا من بعدنا ويكشفون أكاذيبك لكل العالم

- باستهزاء: يقول ابناؤنا ..مسكين..ألم يخبروك؟ ألم يقولوا لك أننا أحرقنا بيتك بمن فيه..ويضحك بهستريا مجنونة

- ينهض أحمد كالأسد الكاسر ويهج على القائد اللعين مادا يديه نحو رقبته وقد ارتعشتا وتصلبتا لكنه تعثر بالطاولة وسقط أرضا ، حاول النهوض ثانية لكنه لم يستطع ، إنه يفقد وعيه من جديد ويدخل في عالم الحياء الأموات


يصيح القائد كالبوق: أيها الحارس


يدخل الحارس ويلقي التحية العسكرية ثم يقف منتبها، فيخاطبه القائد ثانية: خذ هذا إلى الزنزانة الانفرادية، وأخبر القائد دايفيد بأن يحضر فورا.

ينظر الجندي إلى أحمد فيراه شبحا شبه إنسان ، أو ركام عظام تداخلت في بعضها في غير انتظام، فيسحبه ويخرج به يجره في الدهاليز

بعد لحظات يدخل دايفيد، يلقي التحية ويقف في استعداد

- القائد: هل اعترف السجين أحمد عند التحقيق ؟

- يعترف بماذا يا سيدي! نحن نعرف أنه لا تهمة له، ولم يرتكب أي ذنب

- ولكن كونه فلسطينيا فهو إذن أكبر مجرم على الأرض

- صدقت، كونه كذلك هو الجُرم بذاته

- حرّرْ له محضرا تتهمه فيه بتهديد أمن إسرائيل، ومقاومة جنودنا بالسلاح، وحوّله إلى المحكمة التي أنشئت من اجل هؤلاء

بعد أيام قليلة تعلن المحكمة العسكرية الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي قبض على أكبر مجرم فلسطيني كان ينوي تفجير مقرات ومرافق عمومية ، اسمه أحمد، وحكمت عليه بخمسة وعشرين سنة

وتمضي السّنون محمّلة بالهموم والأثقال فلا تجد أين تضع حملها هذا إلا على ذلك الشيخ الضعيف المدفون بالحياة في زاوية مظلمة تحت الأرض…وكأن الأرض عافته فلم ترض أن يدبّ على أرضها فحوته في بطنها .

وبعد موت طويل، وصبر مرير هاهو باب السّجن يُفتضح ، إن هذا الباب اللعين يُغتَح مرتين كل ربع قرن، مرّة لإدخال السجين المظلوم، ومرة لإخراجه منه حيّا كان أو ميتا وهذا بعد خمسة وعشرين سنة إن عاش.

إن أحمد خرج منه شبه إنسان : رجل عجوز لعبث به السّنون، وعظته بنابها، وحمّلته من أثقالها ما قوّس ظهره، وأضعف بصره، وجعّد جلده …ترى فيه وجها بائسا كسته التجاعيد ، وعينين غائرتين في محاجرهما ظللهما الحاجبان فأصبحتا ضيقتين سوداويتين،وأنفا كبيرا استحوذ كل مساحة كبيرة من الوجه… كأنما هو من أصحاب الكهف ، ابتعثه الدّهر ليُري النسَ مثلا حيّا عن قساوته إذا قسى، وعن هوله إذا غضب

ينظر أحمد إلى اليمين ثم إلى الشباب فلا يرى شيئا من ضوء الشمس، فيظلل بيده عينية عله يرى اتجاها يذهب إليه، لكنه لم يعرف المكان، كما أنه لم يعرف الزمان أيضا، كل شيئ تغيّر حتى هذه الشمس تغيرت فقد صارت قاسية وأشدّ حرا…مشى خطوات غير منتظمة ثمّ همّ بقطع الطريق كان أمامه فكادت دورية عسكرية إسرائيلية تدوسه، فانطرح أرضا ، ثم صاح به أحد الجنود بعد ان نزل من عربته واتجه إليه: ابتعد أيها الأبله

- جندي آخر كان قد لحق بالأول: إنه فلسطيني، انبح أيها الكلب ..هيا انبح..

- الجندي الأول: هات بطاقة تعريفك

- الثاني ضاحكا: وهل للكلاب بطاقة تعريف؟َ

- القائد من العربة: ابتعدا عنه، انهض ..تعال…من انت؟ وأين كنت؟

- أحمد: أنا..انا كنت هناك ..لا .لا . لست أدري؟

- القائد: اقترب مني

اقترب أحمد منه بخطى بطيئة جدا، ولما وصل إليه راح يتفرّسه، إنه شاب في الثلاثين من عمره تقريبا، وسيم، تلوح على وجهه ملامح الشهامة والمروءة، وفي عينيه مسحة حزن يجتهد ليخفيها …عجيب ما عهد أحمد في الإسرائليين مثل هذه الملامح، وهذا الأدب وهذه المروءة؟ هل هو يحلم ثانية؟

- القائد: ابتعد من هنا، فالمكان هنا خطير، عد إلى أهلك

يحملق أحمد في القائد حتى ليكاد يلتهمه بعينيه، ثم يقول في نفسه: أهلي، من هم أهلي؟ ثم ينتبه على صوت القائد: هيا انطلقوا.

لقد فقد احمد ذاكرته فلم بعد يعرف حتى نفسه، ولكن بقي في داخله إحساس غريب جدا ينبع من الأعماق التي لم يستطع التعذيب أن يصل إليها فيفسد نقاءها، إحساس ينبض بالحياة رغم موت الجسد والذاكرة معاَ، إحساس يقود احمد إلى مكان ما رغم أنه نسي كل شيء، نسي نفسه، ونسي الطرق والأماكن…رغم ذلك هو يمشي بدون تفكير وكأنه يعرف أين يذهب ….لقد وصل


لقد وص إلى قطعة أرض مخضرّة، تطل على البيت المقدس، تحيط بها أشجار السّرو قد نمت في استقامة فصارت كالمغزل، يظهر من خلالها بيت جميل قد اختفى على استحياء فيأبى أن يظهر للعيان بوضوح، أمامه شجرتان كبيرتان من أشجار التين تقفان حارسين عتيدين له. شعر أحمد برغبة قوية تدفعه إلى دخوله، شعر بأنه مكان آمن فدخله متسللا بين أشجار الصنوبر فاعترضه بئر مغطى بقرميد عربي قديم قد كساه الطحلب ،وهناك وعلى مقربة منه كوخ صغير سقفه مسطح إلى الأسفل ، أحس احمد برغبة في دخوله، فأطل من بابه فوجده مظلما قليلا لكنه دخل فاعترض طريقه فأس أخذه أحمد فوجد مقبضه ناعما ، إن ملمس هذا الفأس يشعره بقوة خفيّة تسري في جسده ، إنها قشعريرة تهزّ بدنه هزّا فكأن هذا الفأس خُلِق لهاتين اليدين، فماذا يحدث له؟

إن هذا المكان وما حوله قد سيطر على كيانه، وملأ نفسه قوة ونشاطا،إنه ينسيه متاعب السنين الماضية ، إن هذا الموقف حلم يأخذ أحمد إلى عالم آخر لا يريد أن يرجع منه، لكنه يفيق على صياح احدهم به: من أنت؟ ماذا تفعل هنا؟ يلتفت أحمد مذعورا وقد سقط الفأس من يده فيجد ذاك الشاب الذي أحبّه دون أن يعرفه، إنه ذاك القائد الذي نصحه أمام باب السّجن.

- اخرج منه هنا وحذار ان أراك ثانية!

يخرج أحمد مهرولا ، ويقفز على سور البستان هائما على وجهه غم ذلك الشعور الذي يجذبه إلى الوراء، ويجعل قدمية كأنما هما تنغمسان في الأرض فتعجزان عن الحركة، بل يجعل نفسه كلها تتّحد مع ذالك

المكان الغامض.

راح أحمد يتيه في ذلك النسيان العميق من جديد، سحائب مظلمة جعلت ما حوله غامضا، وأعماق نفسه أغمض وأظلم ليس فيها إلا ذاك الشعاع الذي يبرق فيها ،إنه حبّ ذلك المكان الذي كان فيه، وذاك القائد الإسرائيلي الغريب، هل من الممكن ان يحب فلسطيني مقهور إسرائيليا السّجان؟ هل من الممكن ان تحب الشاة جزّارها؟ أحمد لا يعرف الإجابة وكيف يدركها وهو الذي نسي ماضيه وملا يعلم مستقبله؟!

أظلم الليل عليه ولكم يجد ملجأ يلتجئ إليه ، فمال إلى زاوية مظلمة بجانب بيت عتيق يتسلل منه ضوء خافت على استحياء ، وبينما هو منكمش على نفسه واضعا رأسه بين ركبتيه وقد أخذته المتاهات والأحلام إذ انتفض جسده على صوت انفجار بالقرب منه، فرفع رأسه وجحظت عيناه وبقيتا جامدتين في محاجرهما . لقد تجمدت ركبتاه، وتصلّ ب ظهره ، بل إن روحه كادت تفارقه شعاعاً، فحاول أن يستجمع بعض القوى ليدرك ما حدث فرأى رجلا في بزّة عسكرية إسرائيلية يحمل رشّاشا ويتراجع إلى الوراء وقد أمطر الجانب الآخر المخفي رصاصا وابلا لكنه سقط إثر إصابة أصابته في رجله اليمنى فأخرج شيئا من جيبه وحزم جرحه على الفور.

وهنا ظهر اثنان من المسلحين كأنما نبتا من الأرض أو نزلا من السماء، فراحا يجران الجريح إلى ذاك الضوء الخافت المتسلل من البيت القديم، فسمع احدهم يقول: أيها القائد سنساعدك، ثم توجه إلى صديقه قائلا: قم أنت بالتغطية ريثما أضمّد جرح القائد.

وهنا تكلم القائد: شكرا لكما، لقد أسقطت خمسة من الإسرائليين ، الويل لهم.

سمع احمد هذا الحوار لكن الذي لفت انتباهه إن صوت القائد المجروح مألوف لديه مما شجعه على النهوض بحذر وسرقة نظرة خفية باتجاههم ..يا للهول! إنه هو، إنه هو، ذاك الشاب الإسرائيلي الذي أحبه، إنه هو، يجب ان يثق في ذاكرته هذه المرة، لا يمكن له ان يخطىء في مثل هذه المواقف.

حمل الإثنان القائد الجريح واختفوا جميعا في الدهاليز المظلمة، لقد ابتلعهم الظلام، وحوتهم الشوارع المظلمة ، إنها تخفيهم بامان ولا يمكن لها أن تبوح بسرّهم أبدا ، هذه الشوراع لا يمكن ان تخون من أحبها ودافع عنها، لكن هل هذا القائد الإسرائيلي يجب هذه الشوارع؟ من هو؟ ولماذا قتل الإسرائيليين وهو منهم؟ ما هذه الألغاز التي ستفجر رأسي؟

بقي احمد مكانه جامدا حتى انبلج الصباح، فقام قيام أهل الكهف يستعين بالجداران ويتفحص الأرض فوجد دما كثيرا وقلادة تتدلى منها دائرة زجاجية في داخلها علم فلسطيني ، أخذ أحمد القلادة وضمها إلى صدره بقوة وبينما هو يتفحصها إذ انفتحت فرأى صورة تضم أبا وأما وابنا يحمل مسدسا بلاستيكيا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://chama.yoo7.com
Admin




المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 17/04/2013

قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة – المسدّس البلاستيكي   قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة –  المسدّس البلاستيكي Emptyالخميس أغسطس 22, 2013 11:33 am

الجزء الثالث

إن الصورة تهزّ كيان احمد وتدفعه إلى تقبيلها ، إنها تبعث فيه الحياة فتنتشر في جسده محدثة رعشة قوية انتفضت لها جوارحه، لكنه لم يقبلها ورأى أن يتجه صوب ذاك البستان الذي زاره من قبل عله يجد صاحب القلادة ، لقد تعرف عليه وهو صاحبها بلا شك.

دخل البستان من المكان الذي دخله من قبل فوجده هادئا كان الحياة بارحته، إن هذا الهدوء يثير الفزع والمخاوف ويبعث على القلق، لذا همّ احمد بالرجوع والفرار منه كما فرّ من قبل، لكن شيء ما يجعله يبقى ، بل ويدعوه إلى الاقتراب من باب المنزل ، فوجد نفسه يدنو رويدا رويدا كأنما هو يمشي على في حقل ألغام وإذا بالباب يُفتَح في وجهه ويطل منه ذاك القائد متكئا على عصى يستعين بها على الوقوف، وقبل أن يتكلم القائد بادره احمد: خذ قلادتك ، ولا تتركها مرة أخرى فإن بها دليل يدل عليك,

يقي الرجل جامدا مكانه مبهوتا حائرا، كأنما الحياة تجمدت أمامه ، والكون توقف عن الدواران ما عدا تلك القلادة التي راحت تتدلى من يده يمينا وشمالا تريد أن تعيد الحركة للحياة ، ولما أفاق من هول الموقف صاح بأحمد وقد كان قد وصل إلى جدران البستان يريد الخروج : قف. وقف احمد مكانه دون ان يلتفت إليه، وقال: أنا لم أخبر أحدا بما فعلت البارحة ، اطمئن ، فليس في دمائي دم خيانة

- القائد: من أنت؟ ولماذا أنا بالذات؟

- أحمد: من أنا؟ لا اعرف لكن منذ أن رأيت قلادتك وفتحتها صارت صور غامضة مشوشة تقفز إلى ذهني، كأنما هي رموز آتية من الزمن البعيد، لكنها كانت كافية لأعلم أنني فلسطيني مثلك ، وأن هذه الأرض وطني، وأن ذاك المسجد مسجدي، فمن أنت؟

- القائد: أن لست إسرائيليا كما تظن

- أحمد: ومن قال أنني ظننت أنك إسرائيلي ؟ منذ أن رأيتك أول مرة أمام باب السجن قلت في نفسي هذا ليس وغدا ومجرما هذا حر أبي.

- القائد: تقدم إلي، عانقني

يهرول احمد على غير إرادة ودراية فيحتضن القائد، بينما القائد راح يبكي على صدره

روحان غريبتان في هذا الوجود تتعارفان فتتحدان ، إن كل واحد منهما يضم الآخر حتى ليكاد ان ينفذ من خلاله ، هذا العناق الحار أخذهما بعيدا إلى عالم الحرية والأفق الواسع، وما أعادهما إلى الواقع إلا صوت محركات لمركبات إسرائيلية ، طائرة مروحية ودبابة مدرعة وعشرات الجنود اتوا من جديد للبحث عن الحياة.

علم القائد أن أمره انكشف ، فصاح بأمه : أمي الرشاش ، الرشاش

فتخرج من البيت أم كطلعة البدر ، رغم انها متقدمة في السن وما إن وقعت عيناها على احمد حتى سقط الرشاش من يدها، وسكنت ، وطافت الدنيا حولها كزوبعة ، وراحت تقول: احمد، احمد إنك حي!

- أحمد: أنت…أنت …آه رأسي يؤلمني، ما هذا الدوار! يا إلهي!

تدخل الأم إلى البيت مسرعة كالبرق ثم تخرج وفي يدها صحيفة قديمة، ففتحتها وأرتها للقائد: انظر إلى الجريدة، هذه صورة أبيك الذي أخذوه ظلما وعدوانا وقد حدثتك عنه مرارا، إن هذا الرجل الذي أمامك هو أبوك يا أمين

- أحمد: أمين..أمين…نعم أمين ، ابني ، امين ، زوجتي ، انتم أحياء، ثم يرتمي على ابنه وزوجته في بكاء شديد

- الزوجة: ما هذا بوقت بكاء يا احمد، إنه وقت الجهاد، خذ هذا الرشاش ، قاتل به

- أحمد: نعم ، نعم ، لن أنبطح اليوم، ولن أستدير، ولن يركلوا الباب

- أمين: اليوم سنلتقي مرة أخرى في الجنة يا أيتاه، هناك لن نجد الأوغاد

- الزوجة: احتضنوا الشهادة، أياكم أن تفلتوها ، ثم تصيح: اقبلي أيتها الوحوش الكاسرة، اقبلي إلى الموت ، ثم حملت رشاش ابنها وأقبلت على العدو تمطره رصاصا حتى سقطت شهيدة

- أمين: أماه ، والله لأنتقمن ، فيجري نحو أمه كجندي خبير فيحمل امه ويأخذ الرشاش ويعود بها إلى أمام البيت

- أحمد: يا ولدي ، تولّ هذه الناحية واترك لي الأخرى

وتدور معركة حامية الوطيس ، وقد علا صوت الرصاص ، وطاف الموت بالأرجاء، فيصيح بعض الجنود الإسرائيلين: إنه كالشبح يطعمنا موتا ولا نراه

- قائدهم: يا حمقى ألم تعلموا انه كان قائدكم ويعرف أسرار حربكم تراجعوا واتركوا المروحية تقنبل المكان

تاتي المروحية فتقنبل جنبات الحقل ، فيحترق المكان عن آخره، ثم يسكت صوت الرصاص.

وفي هذه اللحظة يخرج من المخرج السري للبستنا أم معها ولد يحمل مسدسا بلاستيكيا.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://chama.yoo7.com
 
قصة قصيرة – من وحي الشهيد محمد الدرّة – المسدّس البلاستيكي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشهيد ابراهم شاوش رحمة الله عليه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى جمعية السيدة شامة للثقافة والتراث  :: نشاط جمعية شامة للثقافة والتراث :: الأبداع الثقافي للأعضاء-
انتقل الى: